GuidePedia
آخر الأخبار
  • http://youtu.be/fZ4nzqWjc3o         

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    ما أجمل التواصي على الخير بين المسلمين ورفع الهمم والسير نحو المجد في طريق الخير للهدف المطلوب والغاية الكبرى هي الجنة اللهم أجعلني وإياكم من أهل الجنة ، وجميل جداً كتابة الخواطر والقصص التي تمر بنا حتى يستفيد منها الجميع ولعل الفائدة الكبرى نقل التجارب المشرقة بيننا وأسال الله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير جميعاً مغاليق للشر .

    القصة الاولى :
    كنا في زيارة إلى الداعية عبد الله بانعمة وفقه الله ورأينا عنده رجل بجانبه من الجنسية الإندونيسية فقال لنا تدرون يا أخوان هذا الرجل السائق الخاص بي عجيب جداً هذا الرجل يصوم يوماً ويفطر يوماً وله عندي تقريباً أربع سنوات على هذا الحال يقول يذكرني بصيام نبي الله داود عليه السلام
    وقفة : قال صلى الله علية وسلم: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا) رواه البخاري .

    القصة الثانية :
    يقول الشيخ موفق كدسة وفقه الله جاري رجل كبير في السن عمره تجاوز السبعين والله ماريته إلا في الصف الأول بجميع الصلوات ولديه كرسي خلف الإمام مباشرة والقرآن رفيقه دائماً يقرأ منه ولسانه لا يفتر عن ذكر الله سبحانه يقول الشيخ سألته عن همته وحرصه في حضوره للمسجد مبكراً فقال بفضل الله يا شيخ أنا أختم القرآن كل ثلاث أيام ولا أريد أن أتخلف عن وردي اليومي كل يوم عشرة أجزاء .
    وقفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها) رواه مسلم .

    القصة الثالثة :
    حدثني أحد الدعاة بهذه القصة يقول دعاني صديقي لألقي كلمة بمسجده الصغير فرحبت بذلك وذهب وألقيت كلمة عن (صلة الأرحام) وعدد المصلين ثمانية أشخاص فقط في المسجد وكان هناك رجل كبير في السن وبعد إنهاء الكلمة دعاني الرجل وقال: أنت قلت الذي لا يصل أرحامه ملعون من الله وما ترفع أعمال الذين بينهم خصومه وقطيعة قلت: نعم يا والد قال لي تسع سنوات أنا في قطيعه مع أخي لا أزوراه ولا أكلمه فتواعدت معه أن أذهب بعد يومين ومعي بعض المصلحين لأخيه وفي اليوم المحدد اتصلت به قلت لا تنسى موعدنا اليوم بإذن الله يا والد قال والله ما جاني نوم تلك الليلة واليوم الثاني في الصباح ذهبت إلى بيت أخي وقابلته واعتذرت منه وأبشرك تم الصلح بيننا الحمد لله وعزمني على وجبة العشاء اليوم عنده بمنزلة .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم) رواه أحمد

    القصة الرابعة :
    كنت مع صديقي في طلعة في أحد المخططات ورأينا شاب يعزف العود فستأذناه بالجلوس معه فرحب بذلك وسلمنا عليه ودعونا له وتبادلنا الحديث معه ونصحناه وأهديناه شريط ومعه أذكار وأعطيناه رقم الجوال وبعد أيام بفضل من الله أرسل رسالة على الجوال يقول أبشرك إني كسرت العود أدعو الله لي بالثبات والله أني تائب إلى الله وأحتاج إلى صحبة تعينني على الخير .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) صححه الألباني

    القصة الخامسة :
    في أحد المخططات وجدنا أحدا عشر شخصاً في جلسة عزف عود وطرب فتوجهنا إليهم وطلبنا منهم الجلوس معهم خمس دقائق فتوقفوا العزف فرحبوا بنا وادخلوا العود في السيارة واستقبلونا بحسن الاستقبال والقينا كلمة مختصرة فستأذناهم بالذهاب على حسب وعدنا لهم خمس دقائق فقالوا نطلبكم أن تجلسوا معنا والله إننا طفشانين خذوا الوقت كله !! ويعلم الله تعالى جلسنا معهم وسألناهم عن حالهم مع الصلاة فكانت الأجوبة محزنه لم يصلٍ أحدٍ منهم العشاء والبعض لم يصلي منذو ثلاث أيام والأخر يقول الصراحة لي تقريباً شهر ما صليت وذكرنا لهم فضل منزلة الصلاة فتكلم أحدهم وقال يا شيخ هل نستطيع أن نصلي الآن فطلبوا منا إحضار ماء للوضوء وبالفعل بفضل الله أحدنا جلس معهم والأخر ذهب يشتري لهم الماء فتوضئ الجميع وصلوا في نفس المخطط ووالله أن الذي صلى بهم يقرا من أواسط سور القرآن بترتيل جميل وبعد انتهاء الصلاة أخذوا أرقام الجوال ووعدونا بتغيير الحال والانضباط على الصلاة .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً. قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك). رواه الترمذي

    القصة السادسة :
    ذكر لنا احد مشرفين المقرأة القرآنية الثانية بجدة أن الشيخ موسى الجاروشة حفظه الله مدير المقرأة القرآنية ومؤسسها ورده في اليوم عشرة أجزاء غيباً يومياً لم يتخلف عنها إلى أيام قليلة بظرف طارئ وهو على هذا الحال منذو أكثر من ثلاث عشرة سنة .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها). رواه أبو داود

    القصة السابعة :
    حدثني أحد الدعاة في مدينة جدة يقول كنت أوزع على الشباب أشرطة و مطويات وكان هناك ملتقى شبابي دعوي فأخبر الشباب للحضور وأستمر بالتوزيع وفجاه أوقفني شاب وطلب مني رقم الجوال فأعطيته الرقم ودعوته لحضور الملتقى فوعدني بذلك وبعد مرور أسبوع أتصل بي رقم في أخر الليل فدعاء لي بدعوات جميلة وقال أنت فعلت في بيتنا خير كبير فقلت كيف ذلك ومن أنت ؟ فقال أخي من المنطقة الجنوبية وحضر للزواج في مدينة جدة وكان بعد الزواج يقول على موعد لا يرضي الله وبعد نصحك له وحضوره الملتقى تغير حاله وأصبح الآن معي محتسب في المكتب التعاوني وتوعية الجاليات في مدينة الباحة والله أن الوالدة تدعو لك والوالد فرح بذلك أستمرو يا دعاة فلعل كلمة تأثر منك أو من غيرك وأنت لا تعلم .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) أخرجه مسلم والبخاري

    القصة الثامنة :
    ذهبت إلى زيارة الملتقى الشبابي الصيفي بجدة فكان هناك جانب في الملتقى أسمه (البداية والنهاية) يتحدث عن الصحبة الصالحة والسيئة والجنة والنار والقبر والنعيم – منوع – وكان المشرف المتحدث عليه شيخ فاضل فدار الحديث بيننا فقال لي : بفضل الله والله أن سبب توبتي زيارتي لهذا المعرض قبل أربع سنوات وأبشرك الآن بحمد الله أنا المشرف والملقي على هذا المعرض .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هُدى كان لهُ من الأجر مثل أجور من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئاً). رواه مسلم

    الفوائد من القصص :
    - استعن بالله في كل أمورك ودع الله بالتوفيق وأن يجعلك مباركاً أينما كنت .
    إن صاحب الهمة العالية شغله الدائم كيف يرضي رب العالمين وكيف يخدم هذا الدين .
    أنشر الخير عبر كلمة أو شريط أو ابتسامة أو زيارة فلا تعلم أي عمل يدخلك الجنة .
    أعمالك التي تفعلها في الدنيا ستجدها في موازين حسناتك فأختر ما تحب أن تلقاه .
    عليك باختيار الصاحب الذي يعينك على الخير وأبشر بكل خير .

     
    اعداد الصفحة للطباعة
  • http://youtu.be/fZ4nzqWjc3o         

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    ما أجمل التواصي على الخير بين المسلمين ورفع الهمم والسير نحو المجد في طريق الخير للهدف المطلوب والغاية الكبرى هي الجنة اللهم أجعلني وإياكم من أهل الجنة ، وجميل جداً كتابة الخواطر والقصص التي تمر بنا حتى يستفيد منها الجميع ولعل الفائدة الكبرى نقل التجارب المشرقة بيننا وأسال الله سبحانه أن يجعلنا مفاتيح للخير جميعاً مغاليق للشر .

    القصة الاولى :
    كنا في زيارة إلى الداعية عبد الله بانعمة وفقه الله ورأينا عنده رجل بجانبه من الجنسية الإندونيسية فقال لنا تدرون يا أخوان هذا الرجل السائق الخاص بي عجيب جداً هذا الرجل يصوم يوماً ويفطر يوماً وله عندي تقريباً أربع سنوات على هذا الحال يقول يذكرني بصيام نبي الله داود عليه السلام
    وقفة : قال صلى الله علية وسلم: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا) رواه البخاري .

    القصة الثانية :
    يقول الشيخ موفق كدسة وفقه الله جاري رجل كبير في السن عمره تجاوز السبعين والله ماريته إلا في الصف الأول بجميع الصلوات ولديه كرسي خلف الإمام مباشرة والقرآن رفيقه دائماً يقرأ منه ولسانه لا يفتر عن ذكر الله سبحانه يقول الشيخ سألته عن همته وحرصه في حضوره للمسجد مبكراً فقال بفضل الله يا شيخ أنا أختم القرآن كل ثلاث أيام ولا أريد أن أتخلف عن وردي اليومي كل يوم عشرة أجزاء .
    وقفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها) رواه مسلم .

    القصة الثالثة :
    حدثني أحد الدعاة بهذه القصة يقول دعاني صديقي لألقي كلمة بمسجده الصغير فرحبت بذلك وذهب وألقيت كلمة عن (صلة الأرحام) وعدد المصلين ثمانية أشخاص فقط في المسجد وكان هناك رجل كبير في السن وبعد إنهاء الكلمة دعاني الرجل وقال: أنت قلت الذي لا يصل أرحامه ملعون من الله وما ترفع أعمال الذين بينهم خصومه وقطيعة قلت: نعم يا والد قال لي تسع سنوات أنا في قطيعه مع أخي لا أزوراه ولا أكلمه فتواعدت معه أن أذهب بعد يومين ومعي بعض المصلحين لأخيه وفي اليوم المحدد اتصلت به قلت لا تنسى موعدنا اليوم بإذن الله يا والد قال والله ما جاني نوم تلك الليلة واليوم الثاني في الصباح ذهبت إلى بيت أخي وقابلته واعتذرت منه وأبشرك تم الصلح بيننا الحمد لله وعزمني على وجبة العشاء اليوم عنده بمنزلة .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم) رواه أحمد

    القصة الرابعة :
    كنت مع صديقي في طلعة في أحد المخططات ورأينا شاب يعزف العود فستأذناه بالجلوس معه فرحب بذلك وسلمنا عليه ودعونا له وتبادلنا الحديث معه ونصحناه وأهديناه شريط ومعه أذكار وأعطيناه رقم الجوال وبعد أيام بفضل من الله أرسل رسالة على الجوال يقول أبشرك إني كسرت العود أدعو الله لي بالثبات والله أني تائب إلى الله وأحتاج إلى صحبة تعينني على الخير .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) صححه الألباني

    القصة الخامسة :
    في أحد المخططات وجدنا أحدا عشر شخصاً في جلسة عزف عود وطرب فتوجهنا إليهم وطلبنا منهم الجلوس معهم خمس دقائق فتوقفوا العزف فرحبوا بنا وادخلوا العود في السيارة واستقبلونا بحسن الاستقبال والقينا كلمة مختصرة فستأذناهم بالذهاب على حسب وعدنا لهم خمس دقائق فقالوا نطلبكم أن تجلسوا معنا والله إننا طفشانين خذوا الوقت كله !! ويعلم الله تعالى جلسنا معهم وسألناهم عن حالهم مع الصلاة فكانت الأجوبة محزنه لم يصلٍ أحدٍ منهم العشاء والبعض لم يصلي منذو ثلاث أيام والأخر يقول الصراحة لي تقريباً شهر ما صليت وذكرنا لهم فضل منزلة الصلاة فتكلم أحدهم وقال يا شيخ هل نستطيع أن نصلي الآن فطلبوا منا إحضار ماء للوضوء وبالفعل بفضل الله أحدنا جلس معهم والأخر ذهب يشتري لهم الماء فتوضئ الجميع وصلوا في نفس المخطط ووالله أن الذي صلى بهم يقرا من أواسط سور القرآن بترتيل جميل وبعد انتهاء الصلاة أخذوا أرقام الجوال ووعدونا بتغيير الحال والانضباط على الصلاة .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً. قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك). رواه الترمذي

    القصة السادسة :
    ذكر لنا احد مشرفين المقرأة القرآنية الثانية بجدة أن الشيخ موسى الجاروشة حفظه الله مدير المقرأة القرآنية ومؤسسها ورده في اليوم عشرة أجزاء غيباً يومياً لم يتخلف عنها إلى أيام قليلة بظرف طارئ وهو على هذا الحال منذو أكثر من ثلاث عشرة سنة .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها). رواه أبو داود

    القصة السابعة :
    حدثني أحد الدعاة في مدينة جدة يقول كنت أوزع على الشباب أشرطة و مطويات وكان هناك ملتقى شبابي دعوي فأخبر الشباب للحضور وأستمر بالتوزيع وفجاه أوقفني شاب وطلب مني رقم الجوال فأعطيته الرقم ودعوته لحضور الملتقى فوعدني بذلك وبعد مرور أسبوع أتصل بي رقم في أخر الليل فدعاء لي بدعوات جميلة وقال أنت فعلت في بيتنا خير كبير فقلت كيف ذلك ومن أنت ؟ فقال أخي من المنطقة الجنوبية وحضر للزواج في مدينة جدة وكان بعد الزواج يقول على موعد لا يرضي الله وبعد نصحك له وحضوره الملتقى تغير حاله وأصبح الآن معي محتسب في المكتب التعاوني وتوعية الجاليات في مدينة الباحة والله أن الوالدة تدعو لك والوالد فرح بذلك أستمرو يا دعاة فلعل كلمة تأثر منك أو من غيرك وأنت لا تعلم .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) أخرجه مسلم والبخاري

    القصة الثامنة :
    ذهبت إلى زيارة الملتقى الشبابي الصيفي بجدة فكان هناك جانب في الملتقى أسمه (البداية والنهاية) يتحدث عن الصحبة الصالحة والسيئة والجنة والنار والقبر والنعيم – منوع – وكان المشرف المتحدث عليه شيخ فاضل فدار الحديث بيننا فقال لي : بفضل الله والله أن سبب توبتي زيارتي لهذا المعرض قبل أربع سنوات وأبشرك الآن بحمد الله أنا المشرف والملقي على هذا المعرض .
    وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هُدى كان لهُ من الأجر مثل أجور من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئاً). رواه مسلم

    الفوائد من القصص :
    - استعن بالله في كل أمورك ودع الله بالتوفيق وأن يجعلك مباركاً أينما كنت .
    إن صاحب الهمة العالية شغله الدائم كيف يرضي رب العالمين وكيف يخدم هذا الدين .
    أنشر الخير عبر كلمة أو شريط أو ابتسامة أو زيارة فلا تعلم أي عمل يدخلك الجنة .
    أعمالك التي تفعلها في الدنيا ستجدها في موازين حسناتك فأختر ما تحب أن تلقاه .
    عليك باختيار الصاحب الذي يعينك على الخير وأبشر بكل خير .

     
    اعداد الصفحة للطباعة

0

بقلم: د. عبدالرحيم الشريف
رئيس قسم أصول الدين
جامعة الزرقاء/ الأردن

 مقدمة: الزواج حرث للنسل، وسكن للنفس، ومتاع للحياة، وطمأنينة للقلب، وإحصان للجوارح. كما أنه نعمة وراحة، وسنة وستر.
والزواج في الإسلام عقد لازم وميثاق غليظ وواجب اجتماعي وسكن نفساني وسبيل مودة ورحمة بين الرجال والنساء، يزول به أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، ولا ترتاح النفس ولا تطمئن بدونه؛ كما أنه عبادة يستكمل الإنسان بها نصف دينه، ويلقى ربه بها على أحسن حال من الطهر والنقاء. [1]
ومن امتنان الله تعالى على الإنسان ما ورد في قوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون " [الروم: 21]، ويظهر من خلال الآية الكريمة أن الزواج يجمع بين كونه آية ومودة ورحمة، بحسب التفصيل التالي.
أولاً: الزواج آية كونية:
فطر الله كل من الزوجين على حب الآخر وطلبه والجد في البحث عنه ذلك لأن الفطرة البشرية هادية إلى الزوجية فهي تسوق كل رجل إلى طلب الازدواج بامرأة، وكل امرأة إلى قبول الاتحاد مع رجل، وهي التي تربط قلبيهما وتمزج نفسيهما وتوحد مصلحتيهما، وتجعل الصلة بينهما أقوى من كل صلة بين اثنين في هذا العالم ، حتى يسكن كل منهما إلى الآخر عند كل اضطراب ، ويأنس به ما لا يأنس بالأهل والأصحاب [2]
لذا عبر عنه سبحانه وتعالى بأنه آية من آياته:
- فالمرأة تفخر بأبيها أيما فخر، ولكن أباها الذي نشأت تحت كنفه لا يداني زوجها في السكون إليه والراحة والانبساط.
فلك أن تتخيل امرأة تسافر مع أبيها إلى الحج، وأخرى تسافر مع زوجها الذي اقترنت به قبل سويعات.
ستجد الثانية مرتاحة في سفرها أكثر، رغم أن شريكها في الرحلة لم تتعرف إليه إلا قبل سويعات، فما الذي جعلها ترتاح له في مبيتها وسفرها وطلب حاجاتها أكثر من والدها؟
قد عرفنا وجه الإعجاز الإلهي في العلاقة الزوجية فما المودة وما الرحمة:
ثانياً: المودة:
المقصود بالمودة : أن يحب كل من الزوجين من يحب الآخر من أهله وعشيرته وأصدقائه؛ فيسر لسرورهم، ويستاء لاستيائهم، ويتمنى لهم الخير والنعمة، ويقوم بأداء حقوقهم كما جرى من العرف بين أمثالهم في ذلك.
وهذا النوع من التودد : هو الذي نأمر به من تزوجا في أنفسهما سكونًا يبعث كلاً منهما على مودة الآخر ظاهرًا وباطنًا، بقصر كل من الزوجين طرفه على الآخر وقناعته بالاختصاص به لكمال سكون نفسه إليه، وإخلاصه في مودته ومحبته.
سكون الزوج إلى الزوج سبب من أسباب سعادة الزوجين، وهناء معيشتهما خاص بهما لا يشاركهما فيه أحد من الأقربين والمحبين، وأما المودة بينهما فهي من أسباب سعادة عشيرتهما أيضًا؛ لأنها متعدية ؛ فهي مبعث التناصر، والتآزر والتعاضد والتساند وبهذا تكون سببًا من أسباب سعادة الأمة المؤلفة من العشائر المؤلفة من الأزواج فهذا التأليف هو الذي يتكون من مزاج الأمة فما يكون عليه من اعتدال وكما يكون كمالاً في بنية الأمة وقرة عين لمجموعها وما يطرأ عليه من فساد واعتلال يكون مرضًا للأمة يوردها موارد الهلكة.
ومن المودة بين الزوجين : الممازحة والملاعبة، فكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمازح نساءه ويداعبهن، وكان يسابق عائشة في الجري الشديد.
ويؤثر عن عمر أنه كان يقول: " كل امرئ في بيته صبي "، وكان يقول: " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عنده وجدوه رجلاً ".
ثالثاً: الرحمة: لقد فطر الله تعالى قلوب البشر على الرحمة ليتراحموا فلا يهلك فيهم العاجز والضعيف، وكل أحد عرضة لاستحقاق الرحمة في يوم من الأيام، وجعل سبحانه حظ الوالدين والزوجين من الرحمة أرجح ليعنى بكل فرد من الناس أقرب الناس منه عند شدة الحاجة إلى العناية والكفالة؛ فالزوج لزوجه عند الضعف في المرض أو الكبر، كالوالدين لولدهما عند ضعفه في الصغر، بل تجد المرأة أرحم ببعلها في
مرضه أو كبره من أمه لو وجدت، وتجد الرجل أرحم بسكنه في مرضها أو كبرها من أبيها لو وجد إذا كانت الفطرة سليمة ، فإن لم يكن كل من الزوجين أرحم بالآخر في كبره من والديه فإنه يقوم مقامهما إذ لا يضعف كل من الزوجين ويحتاج إلى الرحمة إلا بعد موت الوالدين في الغالب، فإن مرض وهما في صحتهما فإنهما يكونان بعيدين عنه لا يسهل عليهما ترك بيتهما ومن عساه يكون فيه من محتاج إلى رحمتهما ؛ لأجل لزام ولدهما الكبير المتزوج.
فظهر أن كلاًّ من الزوجين في حاجة إلى رحمة الآخر به عند ضعفه لا يقوم بها سواه من الأقربين أو المستأجرين مقامه فيها .
لا شيء يخفف أثقال الفقر وأوزاره عن كاهل الرجل يتحمله مثل المرأة التي ترحمه في فقره فتظهر له الرضا والقناعة ولا تكلفه ما تعلم أن يده لا تنبسط له ، فما بالك إذا كانت ذات فضل تواسيه به ، ولا شيء يعزي الإنسان عن مصابه في نفسه وغيره مثل المرأة للرجل والرجل للمرأة إذا ظهرت عاطفة الرحمة في أكمل مظاهرها فشعر المصاب بأن له نفسًا أخرى تمده في القوة على مدافعة هذه العوارض التي لا يسلم منها البشر ، واعكس الحكم في القضيتين ، يتجلَّى لك وجه الصواب في الصورتين .
ما أجهل الرجل يسيء معاشرة امرأته ، وما أحمق المرأة تسيء معاشرة بعلها، يسيء أحدهما إلى نفسه من حيث يسيء إلى الآخر فهو مغبون غالبًا ومغلوبًا ، وما رأيت ذنبًا عقوبته فيه كذنب إساءة الزوج إلى الزوج [4]
ختاماً: قد يقول قائل لماذا لا يستشعر كثير من الأزواج هذه النعمة
يجيب محمد رشيد رضا: " وقد أفسد على الناس تلك المودّة والرحمة ، وحجبهم عن الموعظة بالحكمة ، وأضعف في نفوس الأزواج ذلك السكون والإرتياح ، غرور الرجال بالقوّة وطغيانهم بالغنى ، وكفران النساء لنعمة الرجال ، وحفظ سيّئاتهم ، وتماديهم في الذمّ لها والتبرّم بها ، وما مضت به عادات الجاهلية في بعض المتقدّمين ، وعادات التفرنج في المعاصرات والمعاصرين ، وقلّد به الناس بعضهم بعضاً ". [5]
 
للتواصل
د. عبدالرحيم الشريف
rhim75@hotmail.com
 

------------
[1] الزواج، جار الله، ص22.
[2] مجلة المنار، 8/81
[3] المصدر السابق، 8/573
[4] المصدر السابق 8/656.
[5] تفسير المنار 3/232
 

إرسال تعليق

الابتسامات
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
انقر لرؤية رمز الإبتسامة
لإدراج التعبيرات يجب إضاف مسافة واحدة على الأقل :d.

salafeka.blogspot.com

 
Top