الحلقة الثالثة عشر
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا
أفترق الصديقان
وتوجه عبد الرحمن إلى البيت مسرعاً
بعد أن نظر إلى الموبايل فوجد مكتوب " 10 مكالمة لم يرد عليها "
وجميعها من والده وعندما وجد نفسه قد أقترب من البيت أخرج التليفون
ليُطمئِنهم ..... وانتظر رفع السماعة
الأب
: ألو
: أيوه يا بابا أزيك .......
: وكمان بتقولى أزيك أنتَ فين يا أستاذ من الصبح
وليه مبتردش على الموبايل
: معلش والله أصل كنت عامله سيلنت
: وإن شاء الله أنا جايبهولك عشان تسكتو ولا عشان أسمع
صوتك الكروان وترد عليّه ومقلقش
: خلاص أنا عشر دقائق وأبأى فى البيت متقلقش
: طيب أتفضل أنا قاعد أهو مُنتظر سيادتك
إذا به يسمع آذان المغرب
الله اكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ... الله أكبر ... اشهد الااله الا الله
... اشهد الا اله الا الله... اشهد ان محمدا رسول الله...
اشهد ان محمدا رسول الله... حى على الصلاة..
حى على الصلاة
....
بس أنا متأخر
ولسه مكلمهم وقايلهم إنى جاى
أدخل ولا أصليه فى البيت ؟؟؟؟
بس أصل أنا لو روحت هكسل وهنام؟؟؟؟
دا غير الزعيق إللى هيتقال لى
ثم تذكر صاحبنا دعاء معاذ
فعاد ليقول فى نفسه
: يلا أدخل أقوله فى الصلاة وأنا متأكد إن
إن شاء الله هيستجيب .... وإللى يحصل يحصل
وإذا به يضرب الجرس فتفتح عائشه الباب
وما أن رأت وجهه حتى جرت تجاه أحد الحجرات وتقول
عائشة
: بابا بابا بابا بابا بابابابا بابا ....... بسلمتوه وصل
ولما سمع الأب عائشه خرج والغضب يملئ عينيه
الأب
: ياعنى أنتَ متصل بيّه وقلتلى عشر دقايق
عدّت نصف ساعة ممكن تقولى كنت فين حضرتك
عبد الرحمن
: طب السلام عليكم الأول
ولأنها ليست من عادته عاد ليقول
الأب
: يا برودك يا أخى ياعْنى سايب أمك من الصبح هتموت من
القلق عليك وداخل عليّه بكل برود وتقول لى السلام عليكم
: والله يا بابا لو تعرف إللى حصل لى لكنت عذرتنى
: لأ بجد صعبت عليّه .... أناميهمنيش إللى حصل أنا إللى يهمنى
أن إللى هيتأخر يتصل بأهله يقول لهم مش يسبهم كده بيدوروا عليه
: طب بس اسمعنى ...... فاكر أمبارح لما اتصلوا بيّه
من المستشفى وقالوا لى إن صاحبى هناك ومحتاج دم
دول بصراحة كانوا 3 صحابى عاملوا حادثة ..........
لوالده والأب يسمع وجائت أمه لتعلم ذاك السبب فى تأخيره
ولما أنتهى قال
الأب: لأتصدق أتأثرت أوى وهعيط من كتر التأثر
وإن شاء الله كده ألفتها أمتى القصة دى؟؟؟؟ فى المواصلات
لأ بجد ليك مستقبل فى الكذب
: طب وهكذب ليه بس وأنا من أمتى بكذب ؟؟؟؟
: إذا كان أنتَ أصلا حياتك كلها كذب فى كذب
تقدر تقول لى بعد ما أتصلت بيّه إيه إللى أخرك؟؟؟
: المغرب أذن عليّه وأنا جنب البيت قلت
أصليه بالمرة
: أهو رجعنا للكذب تانى .... وصليته بأه حاضر ولا غائب ؟؟
فإذا به يهب فجأة واقفا من مكانه ويخبط بيده على المنضدة
ويقول فى جد
:
ليكن فى علمكم أنا من هنا ورايح بصلى ومفيش كذب بعد كده
مفهووووووووووووم
ولمّا رأته عائشة هكذا قامت تقلده فقطبت جبينها
وضربت بيدهاعلى المنضدة مثلما ضرب
و
قالت: أنتَ بتهددنا .... يعنى إيه هتصلى يعنى .... طب
أنا كمان هصلى وورينى إيه إللى هيحصل
فإذا بأبوهم يعلو صوته ويقول : لأكده مينفعش إديله قلمين أحسن
إيه قلة الأدب إللى أنتم فيها دى قدّامى
ثم ألتفت الأب إلى ابنه ورغم غضبه الظاهر إلا أنه
يرى فى صوت ابنه نبرة صادقة
أهو شعور الأبوّه ؟؟؟؟
أم أن ابنه صادقٌ حقا ؟؟؟؟
داربذهنه أسئلة كثيرة
لكنه لا يريد أن يسأله
لا يريد أن يسبق الأحداث
فإذا به يقول
: وأنتَ ...... بكره نشوف هتصلى
ولا لأ الميّة تكدب الغطاس
: عندك حق المشكلة فى الميّة يعنى
طب أنا هثبتلك صدقى وهدخل آخذ دش
ولأول مرة تضحك العائلة على طرفة من القلب
دخل صاحبنا وطلع والأذان يؤذن للعشاء
وإذا به يجد عائشه فى ووجهه تقول
عائشة
: مبروك ........ هتتكتب فى التاريخ
: هىَ إيه ......... إنى هصلى !!!
: تصلى إيه يابنى أنتَ بتصدق الكلام ده
أنا قصدى إنك أستحميت
: أنتى مش ملاحظه إنك بتستخفى دمك كتير
: يابنى دم إللى زى لا يُباع ولا يُشترى
دا بيحجزوه للتبرعات بس
: أنا هقعد أضيع وقتى معاكى أنا نازل أصلى فى المسجد
: هىَ فيها مسجد طيب ربنا يستر .... بكرة تخشلى مربى دقنك
الأب
: والله شكلك كده إنتِ إللى عايزة تتربى مش دقنه
يلا يا عبد الرحمن تعالى أنا نازل معاك
وبالفعل نزل عبد الرحمن ووالده للصلاة
وعادا وكل منهم يرتسمُ على وجهه ابتسامة فرح بالآخر
وما أن وصلوا إلى البيت
قال عبد الرحمن
: أنا تعبت أوى النهارده هدخل انام بس
ياريت يا بابا تصحينى معاك للفجر عشان
هنزل معاك أصليه مااااشى
بالتأكيد هى نشوة أوتأثر فقط بما حدث لأصدقائه
وسيزول كل هذا عمّا قريب
وسيعود كما كان
لا لا ليس من كعبد الرحمن فى سزاجته من يستمر
لكن تبدو أمه مستبشره خيرا وبدا عليها الفرح
مازالت متأكده أن دعائها له لن يضيع هبائاً أبدا
فاندفع لسانها ليقول
: حاضر يابنى أنا إللى هصحيك بنفسى
: ماشى بس من غير ضرب نار
رأت فيها أمه وجهه مضئ
فلم تستطع أن تكتم دمعات تنهمر على خدها
وجاء الفجر
وجائت معركة الأسيقاظ
تأخر لكنه قام مسرعا يلملم ملابسه ليسرع إلى المسجد
ويلحق الجماعة وقد سبقه إليها والده
حين فقد الأمل فى ايقاظه
أنتهت الصلاه وعاد صاحبنا إلى البيت
دخل غرفته وأغلق عليه واضجع على سريره
لكنه لم ينم ........ جلس يفكر
فرح !!!!
أطمأنان !!!!
سكينه !!!!!
مش عارف
المهم إنى مرتاح كده
حاسس إن أنا كده احسن من الأول
ربنا
إرسال تعليق
انقر لرؤية رمز الإبتسامة
لإدراج التعبيرات يجب إضاف مسافة واحدة على الأقل