قال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ الأنعام: 145
الدلالة النصية:
وقد ورد النهي عن أكل لحم الخنزير وتناول شيء منه كطعام في ثلاث مواضع أخر هي: قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾البقرة: 173، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ 16 النحل: 115، وقوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ﴾المائدة: 3، ويعم التحريم كل ما يؤكل فيشمل الشحم، لأن تحريم اللحم يستوجب تحريم الشحم حتى لو استعمل كعلف لحيوان يأكله الإنسان.
وصف القرآن الكريم الخنزير بلفظ ﴿رِجْسٌ﴾ وهو لفظ جامع لكل معنى سيء يصيب من يقاربه بالأذى والوباء، وهو نفس الحال بالنسبة لهذا الحيوان الذي هو موطن القذارة والأذى.
الحقيقة العلمية:
جاء العلم ليدرك بعض الوجوه في منهيات التشريع الإسلامي الذي حفظ أتباعه قروناً قبل اكتشاف المجاهر وبنفس الترتيب: الميتة حيث تنمو البكتريا، ثم الدم حيث تنمو البكتريا أسرع خاصة مع كثرته، وأخيراً الخنزير حيث تجتمع في بدنه جملة بلايا لا يزيلها تطهير، والخنزير كذلك جّلال المأكل وسيء الطباع، فالحلوف مأوى للطفيليات والبكتريا والفيروسات يصدرها إلى الإنسان والحيوان، وبعضها يخص الخنزير مثل طفيل الزحار البلنتيدي Balantidium Dysentery والشعرينيات الحلزونية Trchinella Spirali، وشريطية الخنزير Taenia Tolium والديدان المثانية Cysticercosis، وبعضها يصنف ضمن أمراض كثيرة مشتركة بين الإنسان
وجه الإعجاز:
بعد ما رأينا التطابق بين الحقيقة العلمية ودلالة النص الشريف لأضرار الخنزير وعلمنا بأن علم ذلك كان مستحيلاً حين تنزيل القرآن فإن ذلك برهان آخر على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم.
ويقول العلي القدير: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾الأنعام: 66, ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾الأنعام: 67.
Related References:
- Rabiela, M.T.,A. Rivas, and A.Flisser. 1989. Morphological types of Taenia solium cysticerci. Parasitol. Today5:357-359.
- Siutto, Edda. 2000. Taenia solium disease in humans and pigs: an ancient parasitosis disease rooted in developing countries and emerging as a major health problem of global dimensions. Microbes and Infection: 1875-1890.
- Wadia, NH, Singh, G. “Taenia Solium: A Historical Note” Taenia Solium Cysticercosis: From Basic to Clinical Science CABI Publishing, 2002. 157-168.
- Oscar H. del Brutto, Brutto Et Al, Julio Sotelo, Gustavo C. Román (1998), Neurocysticercosis, Taylor and Francis, p. 3.
- Cox, F.E.G. “History of Human Parasitology” Clinical Microbiology Reviews. October 2002. 15(4) 595-612.
- Küchenmeister, F. The Cysticercus cellulosus transformed within the organism of man into Taenia solium. Lancet 1861 i:39.
إرسال تعليق