GuidePedia

0



الحلقة الرابعه والعشرون



إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ..

عاد معاذ الى عبد الرحمن وقد بدت على وجهه علامات القلق والاضطراب..

ولأول مره يرى عبد الرحمن معاذ بهذه الصوره..

فبادره قائلا:
فيه ايه يا معاذ؟؟
ومين دى؟؟

معاذ: فيه كل خير باذن الله..
انا مضطر امشى دلوقتى ضرورى..

عبد الرحمن :طيب ..هتصل بيك بالليل ان شاء الله..

معاذ:ان شاء الله..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عبد الرحمن :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

خرج معاذ هائما على وجهه..

ولاول مره يشعر بهذا الشعور الغريب..!!

هل هذا ابتلاء من الله ..أم عقوبه ؟؟ ام ماذا؟؟

لو تم هذا الزواج فستكون كارثه !!

أحس معاذ كانه غريق فى بحر..ولا احد حوله كى يمد له يد العون..

هداه تفكيره الى ان يتصل بشيخه ومعلمه ..الشيح ابراهيم..كى يسأله كيف يتصرف فى هذا الموقف ؟؟

اخرج هاتفه واتصل ..ولكن هاتف الشيخ كان مغلقا..

أعاد الاتصال..الهاتف مغلق ..!!

قرر ان يتصل بعبد الله يستشيره فى هذا الامر..

ولكن..كان هاتفه مغلقا ايضا..

اتصل بهاتف المنزل ..رد والد عبد الله واخبر معاذ ان عبد الله لايزال فى الكليه ولم يعد الى الان..

ثم تذكر معاذ ان خاله هو الوحيد الذى يسمع والده لكلامه ..فقرر الذهاب اليه واخباره بالامر..

استقل سيارة اجره وذهب الى منزل خاله..

طرق الباب..

فتحت زوجة خاله..

سألها معاذ عن خاله..؟؟

فأجابته بأنه فى مأمورية خاصة بعمله وسيعود بعد يومين..!!

شعر معاذ بأن كل الابواب توصد فى وجهه واحدا تلو الاخر ..؟؟

لمن سيذهب ..؟؟ لمن سيشتكى ؟؟

احس بضيق شديد فى صدره..

واستسلم للأمر..وقرر ان يعود للمنزل ..ليلاقى مصيره المحتوم..!!

وفى اثناء عودته..قادته قدماه الى المسجد المجاور للمنزل..

لم يشعر بنفسه الا وهو داخل المسجد..

جلس فى احد اركانه..

وفاضت عيناه بالدموع..

كان معاذ يحب الخلوة كثيراا..

لا يحب ان يشكوا لاحد الا لربه وخالقه ومولاه..

فقد نقشت حروف هذه الايه فى قلبه منذ التزامه.. (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)

فهو يعلم علم اليقين ان الله وحده على كل شئ قدير ..

ولكن هذه المره..أستطاع الشيطان ان ينسيه الاستعانة بالله..واللجوء اليه ..

واوهمه ان هؤلاء البشر هم القادرون على حل مشكلته..فلم يجد له مُعينا..!!

وكان الله يريد ان يعرفه نعمته عليه سبحانه..بأنه وفقه الى الاستعانة به فى كل اموره والى الاستغناء عن البشر..فكان الفرج والتيسير..

فأراد الله ان يظهر له فقر البشر وعجزهم عند الاعتماد عليهم ..

فكيف للعبد ان يستعين بعبد مثله على امور..لا يقدر على القيام بها الا السيد..؟؟!!

ازداد بكاء معاذ..

حاول ان يستجمع قواه..

استعاذ بالله من الشيطان..

قام وتوضأ..

ثم صلى ركعتين وسأل الله ان ييسر له الخير حيث كان..

انهى صلاته..

أحسس ببرد اللجوء الى الله فى صدره ..

زاد قلبه طمأنينه..

ثم انطلق الى منزله..

تابعونا..

===
==
=


إرسال تعليق

salafeka.blogspot.com

 
Top