GuidePedia

0

الحلقه العاشره






من وحي القبور





بدأ الجميع بنفض ايديهم بعد الانتهاء من ردم القبر..

كان اهل رامى مستمرين ف البكاء..لا تنقطع دموعهم على فراق ذلك الشاب الذى كان فى ريعان شبابه ومقتبل حياته..
تلك الوفاة المفاجئه كانت صدمة بالنسبة لهم..
فكغيره من الشباب..كانت ابوب الحياة مفتحة امام رامي..وينتظره مستقبل يظنه الجميع مشرقا ..حيث كان مع عدم التزامه فى احد كليات القمه ..ومن بيت من بيوت الاثرياء.. ولكن انتهى كل شئ.. انتهى كل شئ..!!
ولن ينفع اليوم المال ولا الكليات ولا المناصب..لن ينفع رامى الا ما قدمه من عمل صالح فى دنياه..
وبينما الجميع فى بكائهم..اذا بصوت يشق اصوات البكاء ويرتفع عاليا ..
(( بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..ثم اما بعد..))
انه صوت معاذ..
استطرد معاذ فى خطابه..
اخوانى الكرام..ابائي الافاضل..عن البراء بن عازب قال : "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال يا إخواني لمثل هذا فأعدوا"
اخوانى..لمثل هذا القبر فاعدوا.. لمثل هذا القبر فاعدوا.. لمثل هذا القبر فاعدوا..
والله ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا فراق اخينا رامي لمحزنون..ولا نقول الا ما يرضى ربنا..انا لله وانا اليه راجعون..اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها..لله ما اخذ..ولله ما اعطى ..وكل شئ عنده باجل مسمى..
كان هدي النبى صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من دفن الميت ان يقول استغفروا لاخيكم وأسألوا له التثبيت فانه الان يُسأل..
باذن الله كل واحد هيدعى للميت سرا بان يرحمه الله ويعفو عنه ويثبته فى قبره..
بدا الجميع فى الدعاء سرا وتعالت اصوات البكاء اكثر واكثر..
وفى هذه الاثناء كان عبد الرحمن لا يزال واقفا..لسانه بنطق بالدعاء للميت..ولكن عقله كان فى عالم اخر..!!
كانت هناك العديد من الاسئله التى تراكمت فى راس عبد الرحمن بعد خروجه من القبر..جعلت ذهنه يشرد قليلا..
فبدا يخاطب نفسه ..

عبد الرحمن مخاطبا نفسه:



هو خلاص رامي مات..؟؟

انت لسه مش مصدق يابنى..؟؟ يابنى ده انت اللى دافنه بايدك..!!
انت عارف يا عبدالرحمن يعنى ايه مات..؟؟
مات يعنى مات..!!
يعنى خلاص..مفيش رجوع..مفيش دور تانى..!!
انت بدات تخاف ليه يابنى..انا مش هاجى هنا تانى..مش هاجى هنا تانى..!!
مش هتيجى ازاى..ده معاذ لسه قايلك انت هتيجى غصب عنك مش بمزاجك..!
طيب هقدر استحمل ازاى..؟؟
ده انا بخاف انام فى الضلمه لوحدى كام ساعه..هتحط فى القبر ده ليوم القيامه؟؟!!

وبعدين ده الريحه جوه كانت لا تطاق..!!
والجو حر ناااااااااااار..!!
ولا التراب والحشرات ..!!
ايه ده..؟؟؟!!
بقى هى دى اخرة الواحد..؟؟؟!!
انت هتقعد تعقد نفسك ليه بس يا بنى..؟؟
ربنا غفور رحيم وباذن الله هيغفر لنا ولرامي وللناس اجمعين..
شيل بقى موضوع القبر ده من دماغك خااااااااااااالص وركز فى الدعاء دلوقتى..
وبينما هو بين افكاره وتساؤلاته..اذا بشخص يضرب على كتفيه..
انه معاذ..وبجانبه صديقه محمد..
معاذ: انا عارف انه كان صاحبك وانت اكيد كنت بتحبه..علشان كده عايزك تدعيله على طول وماتنسهاوش فى الدعاء..

عبد الرحمن: باذن الله..
معاذ: يلا بينا بقى علشان اتاخرنا كتييييييييييييير..
استعد الجميع للرحيل..ولكن وقعت عين عبد الرحمن على مشهد جعله يقول (استنوا يا جماعه .. )

ترى ما الذى استوقف عبد الرحمن ..؟؟
وهل سغير ما حدث لصاحبه فيه شيئا ..؟؟
هذا ما ستعرفونه فى الحلقات القادمه باذن الله ..

تابعونا..


إرسال تعليق

salafeka.blogspot.com

 
Top